خبير عسكري:مصالح اقليمية تعصف بسوريا وهذا السيناريو الأخطر لبشار الأسد
اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني الدكتور نضال ابوزيد في تصريح لموزاييك ان ما يحدث في سوريا هو صراع مصالح قوى اقليمية، مشيرا الى ان الفصائل المسلحة التي تقاتل الان هي ليست ذات الفصائل التي قاتلت الجيش السوري سنة 2011.
واوضح ابو زيد ان السلاح الذي تقاتل به فصائل المعارضة ليس تسليح فصائل مقاومة بقدر ماهو تسليح المعارضة وفق وصفه.
وقال ابو زيد في السياق ذاته "رأينا الدبابات، رأينا ناقلات الجنود، وحتى المدفعية، والطائرات المسيرة اغلبها من نوع برقدار وهي تركية كانت تسند العمليات المسلحة للفصائل".
وتابع ابو زيد ان الفصائل المسلحة التي كانت متواجدة في منطقة ادلب السورية كلها مدعومة من تركيا، مرجحا ان تكون تركيا قد حركت هذه الفصائل حتى تضغط على النظام السوري من اجل دفع الحركات الكردية بعيدا عن الحدود التركية من ناحية، والقبول بشروط الجانب التركي من اجل التسوية السياسية في سوريا من ناحية اخرى.
واوضح ابوزيد ان عدم جلوس النظام السوري مع المعارضة الى طاولة المفاوضات دفع بالفصائل المسلحة الى التحرك بهذه السرعة والسيطرة على قرابة 22% من الاراضي السورية.
وقال ابوزيد ان تمكن المعارضة المسلحة في سوريا من السيطرة على مساحات شاعة من الاراضي بينها محافظة حماه بهذه السرعة، يعود الى ارتكان الجيش السوري واعتماده على الدعم الروسي والدعم البري للعارضة الشيعية وهو دعم كان خجولا مما ادى الى انهيار سريع للقوات العسكرية السورية وسيطرة المعارضة المسلحة على ثلاث محافظات في اقل من ستة ايام.
وفسر ابوزيد انكفاء الدعم الروسي للجيش السوري بان روسيا لا تريد ان تعطي للقوات الامريكية المتواجدة في شرق سوريا فرصة لجر روسيا الى عمليات استنزاف طويلة كما يحدث في اوكرانيا، مضيفا ان الفصائل المعارضة المسلحة تتواجد معها فصائل مسلحة اخرى مثل فصائل نور الدين زنكي والحزب الاسلامي التركمانستاني الذي ينحدر اعضاؤه من الاوزبك والطاجيك والشيشان وهو ما يعني ان روسيا تلقت بذلك رسالة تهديد بان تدخلها في الشأن السوري سينعكس امنيا على الداخل الروسي، وهي تعقيدات دفت بالجانب الروسي الى الاكتفاء بتقديم الاسناد الجوي للقوات السورية وفق تقديره.
وبين ابوزيد ان الفصائل المسلحة الشيعية استنزفت في حرب جنوب لبنان ولم تعد قادرة على اسناد الجيش السوري، في ظل الحد من عمليات استقدام فصائل مسلحة جديدة من العراق بقطع الطريق البري الرابط بين مدينة القائم العراقية في محافظة الانبار ومعبر البوكمال في مدينة البوكمال السورية بمحافظة دير الزور، اضافة الى قصف تحركات المسلحين الشيعة القادمين من العراق من قبل القواعد الامريكية المتواجدة في شرق سوريا، وهو ما جعل الجيش السوري يقاتل بنفسه ولنفسه ما سرع بانهياره امام تقدم المعارضة المسلحة المسنودة من تركيا.
واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي الاردني الدكتور نضال ابوزيد في تصريحه لموزاييك ان الاستعجال في العملية العسكرية بدى واضحا خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة خصوصا وان كل الاطراف تحاول ان تفرض معادلتها الميدانية على الارض قبل 7 و8 ديسمبر الجاري لتحسين شروط التفاوض قبل الجلوس على طاولة حوار الدوحة المقرر الاحد والاثنين المقبلين.
ورجح ابوزيد ان تكتفي المعارضة المسلحة بالوصول الى محافظة حماة في غضون يوم 7 ديسمبر الجاري، واذا لم يتنازل الرئيس السوري بشار الاسد ولم يقبل بالجلوس الى الحوار مع المعارضة، ولم يقبل بالشروط التركية بخصوص الفصائل الكردية، فإن المعارضة ستواصل تقدمها من حماة الى حمص على مشارف العاصمة دمشق بما يخلط الاوراق امام الجيش السوري الذي سيجد نفسه ممزقا بين الفصائل المسلحة الكردية المتواجدة في دير الزور والرقة شرقا، وبين فصائل مسلحة مدعومة من تركيا متواجدة غربا.
وقال نضال ابوزيد ان تاريخ 7 و8 ديسمبر الجاري موعد مؤتمر الدوحة للحوار بين النظام والمعارضة سيكون تاريخا فاصلا في الملف السوري، مرجحا توقف المعارضة عند حماة اذا قبل الرئيس بشار الاسد بشروطها، مضيفا انها ستقبل التفاوض مع النظام على المحافظات التي سيطرت عليها حتى الان، لكن ان لم يقبل الاسد بشروط المعارضة وتركيا فذلك يعني استمرار المعارضة المسلحة في التقدم والسيطرة على المحافظات في اتجاه دمش مع امكانية ترافق ذلك مع السيناريو الاخطر المتمثل اشتعال الاوضاع في المناطق الجنوبية في درعا والمناطق الشرقية بدير الزور، وفق تعبيره.
الحبيب وذان